وراء كل / أكلة .. [ حكاية ]
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وراء كل / أكلة .. [ حكاية ]
وراء كل أكلة...حكاية
/
مقالهـ رائعة قرأتها ..
............................كاتبها .. / عبدالله الجمعة
استمتعت بها .. وعرفت منها معلومات رائعــة ..
ويسعدني ان تشاطروني المتعهـ /
في عام 1683م كان العثمانيون محاصرين لفيينا التي استعصت عليهم أسوارها، فلم يجدوا وسيلة لدخول المدينة سوى الحفر تحت هذه الأسوار، فقادهم القدر إلى أرضية مخبز يملكه خباز نبيه، الذي أسرع ليخبر سلطات المدينة عن أصوات حفر تحت مخبزه، فاستطاع الجنود هزيمة العثمانيين وكسر حصارهم، فعمت المدينة احتفالات بهيجة بهذه المناسبة، ولم يجد السكان أفضل طريقة للانتقام من العثمانيين سوى "أكل" شعارهم، وبما أن الهلال كان شعاراً للدولة العثمانية آنذاك أخذ السكان بصنع معجنات على شكل أهلّة عرفت بـ"كوروسان" وهي كلمة فرنسية تعني "هلال"!
تبين هذه القصة الطريفة -الحزينة!- كيف أن لبعض الأطعمة بُعداً تاريخياً يبين كيف أضحت بالكيفية التي نراها فيها اليوم، وقصة الكوروسان-رغم طابعها الخاص- ليست فريدة من نوعها، فالدونات -مثلاً- يعتبر في الأصل كعكة هولندية تسمى "أُولايكُويك" نشرها المستوطنون الهولنديون في أميركا على ما يعتقد، ولم تكن مثقوبة من الوسط، وفي عام 1847م قام ضابط بحري أميركي يدعى هانسون جريجوري بثقب العجين قبل غليه ليجعله أكثر قابلية للهضم، فخرج لنا الدونات بشكله الفريد!
أما الساندويتش والهامبورجر فقد أُختلف كثيراً في أصلها، إلّأ أن الموسوعة البريطانية تعيد ابتكار الساندويتش إلى الإيرل " جون مونتجيو ساندويتش" وهو نبيل إنجليزي عاش في القرن الثامن عشر، ففي يوم من أيام عام 1762م كان يلعب الورق فأمر خادماً أن يحضر له شريحتين من الخبز بينهما قطعة من لحم مشوي لكي لا يضطر لقطع لعبه أثناء الأكل، "فأصبحت ساندويتش"!
أما الهامبورجر فتعيده نفس الموسوعة إلى لفظه الأصلي وهو "شريحة هامبورج" وهي مدينة ألمانية أبتكرت فيها هذه الأكلة، وفي ألمانيا نفسها ابتكرت السجق التي كانت تسمى "سجق فرانكفورت"، وفي حوالي العام 1900م كان هناك بائع أميركي يبيع هذه الأكلة مطبوخة وسماها افتراضياً "دشهند" تشبيهاً لها بكلب ألماني طويل الجسم قصير القوام، فسميت أخيراً بـ"هوت دوج" أي: كلب حار!!
ولظهور البيتزا قصة أسطورية طريفة لا تخلو من الصحة، ففي القرن الثامن عشر كان هناك بائع معجنات متجول في أحد أحياء مدينة نابولي الفقيرة يبيع معجنات أشبه بخبز مفرود مزخرف وكان الإقبال عليه شديداً، فأثار انتباه الملكة مارجريتا زوجة الملك أمومبيرتو الأول أثناء تجوالها في المدينة، فذهبت إليه واستهواها الطعم وأصبحت تخرج إليه كثيراً مما أزعج طباخ القصر الذي أسرع بتحضير هذه الأكلة، ثم أضاف عليها فيما بعد معجون الطماطم (الأحمر) وجبن الموزوريلا (الأبيض) والريحان (الأخضر) ممثلاً بعلم إيطاليا فسميت "مارجريتا" على اسم الملكة!
أما "السوشي" فكان في الأصل طريقة لحفظ السمك من التعفن عند اليابانيين، حيث يقطعون السمك إلى قطع صغيرة ويضعونها داخل الأرز المملح!
وفي أيام الحاكم بأمر الله العبيدي (386-411هـ) منع الطبقات الشعبية من تناول أكلة معينة أو طهيها، فأطلق الناس عليها اسم "الملوكية" لأنها حُرّمت عليهم واختص بها الملوك، وبمرور الزمن واختلاف اللهجات تحولت الكاف إلى خاء فأصبح "ملوخية"!
أما الحلا المصري الشهير "أم علي" فسمي بكنية زوجة عز الدين أيبك التي قتلت شجرة الدر بالأحذية عام 655هـ لأنها أخذت منها زوجها، فأقامت مأدبة بهذه المناسبة ابتكرت فيها أكلتها الشهيرة!
وفي المرة القادمة عندما ترش الملح على الطعام تذكر أنه كان ذات يوم سلعة ثمينة في العصور القديمة وكان يستبدل به الذهب أوقية مقابل أوقية، وشُقت من أجله أوائل الطرق وطرق القوافل وأدت تجارة الملح إلى ازدهار مدن كثيرة على البحر الأبيض المتوسط كمدن بيزا وجنوة والبندقية، وبالحديث عن المدينتين الأخيرتين يقودنا الحديث إلى العصر الذي عاشتا فيه أوج عظمتها عندما كانتا مركزين رئيسين في تجارة التوابل، تلك التوابل التي قامت من أجلها الإمبراطوريات الاستعمارية ونشبت بسبب الصراع عليها الحروب، حتى أن كولومبوس وماجلان لم يقوما برحلتيهما الشهيرتين إلّا لإكتشاف طرق جديدة ومختصرة لمصادر التوابل، حتى أن إثبات كروية الأرض بالنسبة للأخير كان هدفاّ ثانوياً مقارنة بهدفه الأصلي...التوابل! فلو قُدر أن يكتب سيناريو فيلم عن الحقبة الاستعمارية للعبت التوابل فيه دور البطولة!
والآن، إني لأتساءل عن القصة التي أعطت "الكليجا" شكلها الفريد، وأنا أعتقد أن لها قصة لا تقل طرافة عن قصة الكوروسان!
/
مقالهـ رائعة قرأتها ..
............................كاتبها .. / عبدالله الجمعة
استمتعت بها .. وعرفت منها معلومات رائعــة ..
ويسعدني ان تشاطروني المتعهـ /
في عام 1683م كان العثمانيون محاصرين لفيينا التي استعصت عليهم أسوارها، فلم يجدوا وسيلة لدخول المدينة سوى الحفر تحت هذه الأسوار، فقادهم القدر إلى أرضية مخبز يملكه خباز نبيه، الذي أسرع ليخبر سلطات المدينة عن أصوات حفر تحت مخبزه، فاستطاع الجنود هزيمة العثمانيين وكسر حصارهم، فعمت المدينة احتفالات بهيجة بهذه المناسبة، ولم يجد السكان أفضل طريقة للانتقام من العثمانيين سوى "أكل" شعارهم، وبما أن الهلال كان شعاراً للدولة العثمانية آنذاك أخذ السكان بصنع معجنات على شكل أهلّة عرفت بـ"كوروسان" وهي كلمة فرنسية تعني "هلال"!
تبين هذه القصة الطريفة -الحزينة!- كيف أن لبعض الأطعمة بُعداً تاريخياً يبين كيف أضحت بالكيفية التي نراها فيها اليوم، وقصة الكوروسان-رغم طابعها الخاص- ليست فريدة من نوعها، فالدونات -مثلاً- يعتبر في الأصل كعكة هولندية تسمى "أُولايكُويك" نشرها المستوطنون الهولنديون في أميركا على ما يعتقد، ولم تكن مثقوبة من الوسط، وفي عام 1847م قام ضابط بحري أميركي يدعى هانسون جريجوري بثقب العجين قبل غليه ليجعله أكثر قابلية للهضم، فخرج لنا الدونات بشكله الفريد!
أما الساندويتش والهامبورجر فقد أُختلف كثيراً في أصلها، إلّأ أن الموسوعة البريطانية تعيد ابتكار الساندويتش إلى الإيرل " جون مونتجيو ساندويتش" وهو نبيل إنجليزي عاش في القرن الثامن عشر، ففي يوم من أيام عام 1762م كان يلعب الورق فأمر خادماً أن يحضر له شريحتين من الخبز بينهما قطعة من لحم مشوي لكي لا يضطر لقطع لعبه أثناء الأكل، "فأصبحت ساندويتش"!
أما الهامبورجر فتعيده نفس الموسوعة إلى لفظه الأصلي وهو "شريحة هامبورج" وهي مدينة ألمانية أبتكرت فيها هذه الأكلة، وفي ألمانيا نفسها ابتكرت السجق التي كانت تسمى "سجق فرانكفورت"، وفي حوالي العام 1900م كان هناك بائع أميركي يبيع هذه الأكلة مطبوخة وسماها افتراضياً "دشهند" تشبيهاً لها بكلب ألماني طويل الجسم قصير القوام، فسميت أخيراً بـ"هوت دوج" أي: كلب حار!!
ولظهور البيتزا قصة أسطورية طريفة لا تخلو من الصحة، ففي القرن الثامن عشر كان هناك بائع معجنات متجول في أحد أحياء مدينة نابولي الفقيرة يبيع معجنات أشبه بخبز مفرود مزخرف وكان الإقبال عليه شديداً، فأثار انتباه الملكة مارجريتا زوجة الملك أمومبيرتو الأول أثناء تجوالها في المدينة، فذهبت إليه واستهواها الطعم وأصبحت تخرج إليه كثيراً مما أزعج طباخ القصر الذي أسرع بتحضير هذه الأكلة، ثم أضاف عليها فيما بعد معجون الطماطم (الأحمر) وجبن الموزوريلا (الأبيض) والريحان (الأخضر) ممثلاً بعلم إيطاليا فسميت "مارجريتا" على اسم الملكة!
أما "السوشي" فكان في الأصل طريقة لحفظ السمك من التعفن عند اليابانيين، حيث يقطعون السمك إلى قطع صغيرة ويضعونها داخل الأرز المملح!
وفي أيام الحاكم بأمر الله العبيدي (386-411هـ) منع الطبقات الشعبية من تناول أكلة معينة أو طهيها، فأطلق الناس عليها اسم "الملوكية" لأنها حُرّمت عليهم واختص بها الملوك، وبمرور الزمن واختلاف اللهجات تحولت الكاف إلى خاء فأصبح "ملوخية"!
أما الحلا المصري الشهير "أم علي" فسمي بكنية زوجة عز الدين أيبك التي قتلت شجرة الدر بالأحذية عام 655هـ لأنها أخذت منها زوجها، فأقامت مأدبة بهذه المناسبة ابتكرت فيها أكلتها الشهيرة!
وفي المرة القادمة عندما ترش الملح على الطعام تذكر أنه كان ذات يوم سلعة ثمينة في العصور القديمة وكان يستبدل به الذهب أوقية مقابل أوقية، وشُقت من أجله أوائل الطرق وطرق القوافل وأدت تجارة الملح إلى ازدهار مدن كثيرة على البحر الأبيض المتوسط كمدن بيزا وجنوة والبندقية، وبالحديث عن المدينتين الأخيرتين يقودنا الحديث إلى العصر الذي عاشتا فيه أوج عظمتها عندما كانتا مركزين رئيسين في تجارة التوابل، تلك التوابل التي قامت من أجلها الإمبراطوريات الاستعمارية ونشبت بسبب الصراع عليها الحروب، حتى أن كولومبوس وماجلان لم يقوما برحلتيهما الشهيرتين إلّا لإكتشاف طرق جديدة ومختصرة لمصادر التوابل، حتى أن إثبات كروية الأرض بالنسبة للأخير كان هدفاّ ثانوياً مقارنة بهدفه الأصلي...التوابل! فلو قُدر أن يكتب سيناريو فيلم عن الحقبة الاستعمارية للعبت التوابل فيه دور البطولة!
والآن، إني لأتساءل عن القصة التي أعطت "الكليجا" شكلها الفريد، وأنا أعتقد أن لها قصة لا تقل طرافة عن قصة الكوروسان!
الصقر الاسود* مميــــز *
-
عدد الرسائل : 386
ألاقامة : الصقر الاسود
ألمَزاج : مكيف
تاريخ التسجيل : 19/07/2007
رد: وراء كل / أكلة .. [ حكاية ]
بارك الله فيك يا اخي
ابو زيد ألهلاليعضو مجتهد
- عدد الرسائل : 215
تاريخ التسجيل : 22/07/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى